الرئيسية \ اصدارات \ بيانات صحفية \ ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))

بسم الله الرحمن الرحيم

((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))

 

الخبر:

نشر موقع هسبريس بتاريخ 19/3 خبراً عن حضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الاحتفالات الرسمية لتنصيب البابا فرانسوا في ساحة "القديس" بطرس بالفاتيكان". وقال بنكيران في تصريحات للصحافة بأن حضوره لتمثيل الملك في حفل تنصيب البابا الجديد مؤشر على أهمية العلاقات بين المغرب والفاتيكان، وترسيخ قواعد السلم والتعاون في اتجاه الحفاظ على القيم التي عاشتها البشرية. وذكر رئيس الحكومة بالطابع التاريخي العريق لعلاقات المغرب بالفاتيكان٬ وأيضا بالمسؤوليات السامية الدينية والروحية التي يتولاها الملك بصفته أمير المؤمنين ورئيس الكنيسة الكاثوليكية. واختتمت احتفالات تسليم رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد رموز البابوية بتقدم بنكيران، من بين العديد من الشخصيات الحاضرة الأخرى، للسلام على البابا الجديد داخل كنيسة القديس بطرس.

 

التعليق:

لا يضيع رئيس الحكومة فرصةً لكي يعطي المثال تلو المثال على ما آلت إليه ما تسمى حركات الإسلام السياسي المعتدل أو بالأحرى المـدجّن. فقد أصبحت هذه الحركات تجترُّ خطاب الحكام السمج نفسه الذي لا معنى له إلا الخضوع ومسايرة الغرب. وإلا ما معنى ما أشار إليه بنكيران عن "أهمية العلاقات بين المغرب والفاتيكان" ولماذا هي مهمة أصلاً؟ إن الفاتيكان كما يعلم المبتدئ في السياسة هو قلعة لحركات التنصير المنتشرة في العالم وعلى وجه الخصوص في العالم الإسلامي، ولا تزال الأخبار تترى عن البعثات التبشيرية التي يرسلها ويشرف عليها ويُمَـوِّلها الفاتيكان في السودان وإندونيسيا وفي معظم مناطق وجود المسلمين في أفريقيا، بل وفي المغرب أيضاً، حيث يتم، تحت غطاء الأعمال الخيرية، استهداف اليتامى والأميين واستغلال الأوضاع الصعبة والهشاشة التي يعيشها قرويون في مناطق نائية في البلاد لإغرائهم باعتناق المسيحية مقابل مساعدات مادية وعينية.

 

وما معنى حديث بنكيران عن "ترسيخ قواعد السلم والتعاون في اتجاه الحفاظ على القيم التي عاشتها البشرية" ما هي هذه القيم؟ وكيف سيتعاون المغرب والكنيسة على هذا؟ وما هو "الطابع التاريخي العريق لعلاقات المغرب بالفاتيكان" الذي ذكر به رئيس الحكومة؟ ألم تكن الكنيسة هي المحرك وراء الحملات الصليبية الدموية التي عرفها المشرق العربي؟ ألم تكن الكنيسة هي المحرك وراء حملة الجيوش الأوروبية التي هاجمت المغرب فيما يعرف بمعركة وادي المخازن؟ إن تاريخ الفاتيكان مع المغرب هو تاريخ دموي لا يشرف، والتذكير به لمن يملك القليل من المعلومات التاريخية لا يمكن أن يستجلب إلا ذكريات الدماء والقتل!

 

إن همَّ بنكيران منصبٌّ للأسف على إرسال الرسائل بأنه "معتدل" و"متسامح" و"متعايش"... أكثر من انصرافه إلى معرفة الحق والتزامه، فبالأمس القريب (13/2/2013) أشرف على افتتاح الكنيس اليهودي "تكريساً لهوية المغرب كأرض للسلام والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف معتنقي الديانات السماوية". لقد أصبحت الحركات الإسلامية "المعتدلة" بمواقفها المتخاذلة موضع التندر عند رجل الشارع العادي حتى أصبح يطلق عليها اسم حركات الإسلام "لايت" أي الخفيف.

 

فمتى تدرك هذه الحركات أن الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع، وإن إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك، فكيف إن كان المراد إرضاؤهم هم الكفار، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ» [صحيح ابن حبان].

   

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في المغرب

 

13 من جمادى الأولى  1434 هـ

الموافق  2013/03/25 م

 

 

التعليقات

بيانات